إصدار: عيرا حيطين
لقاح فايروس كورونا
فايروس كورونا المستجدّ "سارس كوب 2", التّابع لعائلة الكورونا، ظهر بداية في الصّين، وانتشر بعدها في جميع أرجاء العالم، حتّى أنّه وصل قارّة أنتاركتيكا. منظّمة الصّحّة العالميّة (Who) أعلنت بأنّ هذا المرض هو وباء عالميّ.
علماء، باحثون، وشركات تصنيع الأدوية في جميع أرجاء العالم، بدأوا العمل على تطوير لقاح، والذي بإمكانه مساعدة الجسم على إنتاج أجسام مضادّة للفايروس.
قبل ظهور اللّقاح، وحتّى اكتشافه ووصوله إلى البلاد، تتبادر أسئلة كثيرة في الأذهان، وربّما تظهر أيضًا مخاوف من الفايروس ومن اللّقاح. لذلك، فأنا أدعوكم إلى رحلة قصيرة، حيث ستتوقّفون في محطّات قد قابلتموها قبل ذلك.
المحطّة الأولى هي منظومة الدّفاع في أجسامنا، والّتي تُسمّى الجهاز المناعيّ (صفحة 13 في الكتاب).
المحطّة الثّانية هي مًسبّبات الأمراض، والّتي تتمثّل في البكتيريا والفايروسات. في هذا المنشور سنتطرّق إلى الفايروسات (صفحة 33 في الكتاب).
لماذا يُطلق اسم كوفيد 19 على مرض الكورونا؟
رئيس منظّمة الصّحّة العالميّة، تادروس أدهنوم، أعلن بأنّ مرض الكورونا سيُطلق عليه اسم COVID19, وفقًا لذلك:
الحرفان CO يرمزان إلى الكلمة "كورونا"
الحرفان VI يرمزان إلى الكلمة "فايروس"
الحرف D يرمز إلى الكلمة Disease, معناها "مرض"
والرّقم 19 يرمز إلى عام 2019, العام الذي اكتشف فيه الفايروس لأوّل مرّة في مدينة ووهان
قامت شركات تصنيع الأدوية بتطوير لقاح يعمل على تحفيز الجهاز المناعيّ من أجل خلق استجابة مناعيّة ضدّ المرض.
كلّما زاد عدد الأشخاص الّذين يتمتّعون بالحصانة ضد المرض، بهذه الطّريقة يجد الفايروس صعوبة في إصابة أشخاص جدد. في الوقت الحاليّ، أنا أدعوكم "أن تبنوا صداقة" مع الفايروس.
كيف يمكننا "أن نبني صداقة" مع الفايروس؟
يمكنكم ذلك، نعم يمكنكم. الطّريقة الأفضل لذلك هي أن نفهم طريقة عمل الفايروس، وأن نعرف الطّرق والوسائل الصّحيحة من أجل التّعامل معه. هذه الطّريقة تسهّل على الجميع من أجل أن يمرّوا هذه الفترة بهدوء أكثر، بأمان أكثر، وبإيمان كبير.
من المهمّ أن نعرف، أنّ جميع هذه العوامل المذكورة أعلاه تساعدنا في الوصول إلى سلام داخليّ. الهدوء والرّاحة النّفسيّة يحسّنان من أداء الجهاز المناعيّ، ويمكّنان من المحافظة على التّوازن الدّاخليّ في أجسامنا.
مثير للاهتمام، كيف يعمل اللّقاح في أجسامنا
في عالم الطّبّ، هنالك أنواع مختلفة من اللّقاحات، والّتي تعمل بطرق مختلفة. من بين هذه اللّقاحات هنالك 3-4 آليّات أساسيّة (تستطيعون القراءة عن هذا الموضوع في صفحة 59 من الكتاب).
في السّنوات الأخيرة، قام العلماء بتطوير آليّة جديدة تستخدم رسول ال RNA. في اللّغة الطّبّيّة mRNA هو اختصار ل messenger RNA.
رسول ال RNA هو أحد أنواع ال RNA الموجودة في خلايا الكائنات الحيّة.
من هم ال RNA وال mRNA المُتحدّث عنهم
ال RNA هو مركّب ينقسم إلى أنواع عديدة، وذلك بحسب نشاطه ووظائفه.
ال mRNA والمسمّى رسول ال RNA هو أحد هذه الأنواع.
ولماذا هو رسول؟
رسول ال RNA هو نوع من أنواع هذه الجزيئات، والتي تتكوّن من أحماض نوويّة يتمّ إنتاجها داخل نواة الخليّة.
من أجل نفهم لماذا يُسمّى رسول ال RNA بهذا الاسم، سنمضي قدمًا، نفسّر ونشرح مفهومين:
-
ما هي الأحماض النّوويّة
-
من هي البروتينات
من أنتم أيّتها البروتينات؟
البروتينات هي سلسلة أحماض أمينيّة.
من المهمّ أن نعرف، أنّ الأحماض الأمينيّة هي المواد التي تشكّل الوحدات الأساسيّة لمبنى البروتين.
البروتينات موجودة في خلايا جميع الكائنات الحيّة يشمل النّباتات. ويوجد لها أهمّيّة مركزيّة في أداء وظائف الجسم:
تنظيم النّموّ، تجديد الأنسجة في الجسم والحفاظ عليها، هذه أمور مهمّة جدًا في الحياة.
من أنتم أيّتها الأحماض النّوويّة؟
الأحماض النّوويّة هي مركّبات موجودة في جميع الخلايا، وهي تشكّل المادّة الوراثيّة لكل كائن حيّ في الطّبيعة. الأحماض النّوويّة تحوي تعليمات بناء البروتينات المختلفة في الجسم.
كيف يرتبط رسول ال RNA بالأحماض النّوويّة والبروتينات؟
رسول ال RNA هو جزيء مساعد في بناء البروتينات، والّتي تتكوّن من الأحماض النّوويّة. يتمّ نسخها من جزيء ال DNA والّذي يشكّل الشّيفرة الجينيّة. وهكذا فإنّها تحمل المعلومات الوراثيّة الّتي تحوي تعليمات إنتاج البروتينات الضّروريّة لخلايا جسمنا.
ال DNA وال RNA هي جزيئات مُنتجة للكائنات الحيّة
من المهمّ ألّا نتشوّش، وأن نفرّق بين ال DNA وال RNA
ال RNA
عبارة عن مركّبات، وهي جزء من الآليّة الجينيّة، ويوجد لها وظائف أساسيّة في مجموعة كبيرة من العمليّات الّتي تحدث داخل جسم الإنسان، في التّرجمة وفي التّعبير عن المعلومات الوراثيّة من أجل إنتاج البروتينات.
ال DNA
في جزيئات ال DNA تكون جميع المعلومات الوراثيّة الضّروريّة من أجل بناء البروتينات في الخليّة، ابتداءً من البكتيريا وحتّى بني البشر.
SergeyNivens, depositphotos.com - رسومات
niphon, depositphotos.com - تصوير
الآن، بإمكاننا الاقتراب من الفايروس الّذي أدّى إلى مرض كوفيد 19, وأن نفهم ما هو
(תוכלו ל
(بإمكانكم القراءة أكثر عن الفايروسات في صفحة 55 من الكتاب).
يتكوّن الفايروس من جزيئات ال DNA أو من جزيئات ال RNA. الفايروس الّذي أدّى إلى مرض الكورونا، والّذي كُشِفَ له البشر في جميع أنحاء العالم، هذا الفايروس يتكوّن من جزيئات ال RNA.
يرتبط الفايروس بالبروتينات الموجودة على الجدار الخارجيّ للخليّة، بمساعدة هذه البروتينات فإنه يقوم باختراق الخليّة، ويقوم بإطلاق رسول ال RNA. تقوم الخليّة بقراءة رسول ال RNA, وبالتّالي تقوم بإنتاج بروتينات بحسب المعلومات المكتوبة به.
لاحقًا، يتمّ استخدام نفس البروتينات من أجل تكاثر الفايروس، ممّا يؤدّي إلى حدوث تلوّث وعدوى. عندما تقوم الخليّة المصابة بإنتاج المزيد من ال RNA وبروتينات الفايروس، فإنّ التلوّث والعدوى يكبران أكثر وأكثر. هكذا تنتج ملايين النّسخ من الفايروس، حتّى تتفكّك الخليّة وتموت. نُسخ الفايروس الّتي تمّ إنتاجها داخل الخليّة، تقوم بمغادرة الخليّة من أجل اختراق خلايا أخرى.
رسومات:
WEAD, depositphotos.com
كثيرون يتساءلون، كيف نتعامل مع الفايروس؟
هنالك آراء مختلفة وإجابات متنوّعة لكيفيّة التّعامل مع الفايروس ومنع العدوى.
يدخل الفايروس إلى الجسم عن طريق الأنف، الفم والعينين. من المعلوم لدينا، أنّ الفايروس مُحاط بفُقاعة من الجزيئات الدّهنيّة، والّتي تتحلّل عند ملامستها للصّابون. لذلك، فإنّ الطّريقة الأفضل لمنع عدوى فايروس كورونا والفايروسات الأخرى، هي غسل اليدين بالصّابون، تجنّب ملامسة وجوه الأشخاص الآخرين من حولنا، المحافظة على بعد من الأشخاص المرضى، وتنظيف الأسطح المستخدمة بانتظام.
تصوير: blinova.tl, depositphotos.com
تصوير: Milkos, depositphotos.com
الطّريقة الجديدة- اللّقاح
لماذا نتلقّى اللّقاح؟
الهدف من اللّقاح هو تحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادّة للفايروس، وتفعيل مركّبات أخرى في جهاز المناعة ضدّه. بهذه الطّريقة، سيُمنع إصابة الخلايا البشريّة بالمرض، ممّا سيؤدّي إلى الوقاية منه.
كيف يعمل اللّقاح بطريقة رسول ال RNA؟
لقاح مرض الكورونا كوفيد 19 يختلف عن معظم اللّقاحات.
إنّه يحتوي على رسول ال RNA (mRNA) والّذي قد تمّ توليفه، صنعوا منه مركّب يحاكي مبنى بروتينات فايروس كوفيد 19 بصورة كافية، وذلك من أجل أن يتعرّف عليه جسم الإنسان ويقوم بمقاومته.
خلال هذه الاستجابة، يقوم الجسم بإنتاج الأجسام المضادّة، والّتي تسمح لجميع منظومات الدّفاع في أجسامنا بتجهيز الأسلحة المطلوبة لتدمير الغزاة. إذا وصل الفايروس إلى جسمنا، فإنّ الجهاز المناعيّ جاهزًا له، يقوم بالتّعرّف عليه حالًا، يقوم بتحييده، وبذلك يمنع المرض.
من المهمّ أن نعرف
من أُصيب بالمرض فإنّه لا يحتاج إلى تلقّي اللّقاح. بالتّوازي مع الجهود المبذولة لتطوير اللّقاح، تٌبذل أيضًا جهودًا كبيرة في العالم من أجل البحث عن أدوية وعلاجات تمنع المرض، وتحد من مضاعفاته الخطيرة.
طريقة أخرى من أجل التّعامل مع مرض الكورونا ومع أمراض أخرى، هي رفع مستوى الحيويّة في الجسم، خفض مستوى التّوتّر، المحافظة على المناعة الجسديّة، النّفسيّة، والتّوازن الدّاخلي.
هذه الأمور تسمح للجسم بالتّعامل الصّحيح مع المرض.